اخبار وتقارير

الأربعاء - 09 يوليو 2025 - الساعة 11:18 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعات

تشهد الساحة اليمنية تطورات متسارعة تشير إلى تصدّع غير مسبوق داخل البنية الداخلية لمليشيا الحوثي، وسط تصاعد الضغوط السياسية والأمنية والعسكرية على المستويات المحلية والدولية.

وفي هذا السياق، يبرز حدثان مترابطان -على الرغم من اختلاف موقعيهما الجغرافيين- كعلامتين بارزتين على هذا التشقّق: اعتقال القيادي الحوثي محمد أحمد الزايدي في منفذ صرفيت الحدودي بمحافظة المهرة، ووصول وزير الخارجية السابق في حكومة الحوثيين هشام شرف إلى مطار عدن الدولي قادمًا من الخارج.

الحدث الأول: الزايدي.. نهاية محاولة فرار

القيادي الحوثي محمد الزايدي، الذي يُعتبر من الشخصيات المتورطة في نشاطات أمنية وعسكرية حساسة ضمن الجماعة، ضُبط أثناء محاولته التسلل من منفذ صرفيت في طريقه إلى سلطنة عُمان.

هذه المحاولة، التي جاءت في توقيت حساس، تثير تساؤلات حول حجم التوتر والانقسام في صفوف الميليشيا، وما إذا كانت النخب الحوثية بدأت تفقد الثقة ببقاء الجماعة كسلطة فاعلة في المستقبل القريب.

الحدث الثاني: هشام شرف.. وزير يغادر المركب

بالتزامن تقريبًا، وصلت طائرة تقل هشام شرف عبد الله –الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها– إلى مطار عدن الدولي.

ورغم عدم صدور بيان رسمي من الحكومة اليمنية أو شرف نفسه، إلا أن هذا الانتقال العلني من مربع الحوثيين إلى مناطق الشرعية يشي بتحول كبير في مواقف بعض القيادات التي كانت حتى وقت قريب جزءًا من آلة الجماعة الإعلامية والسياسية.

ما الرابط بين الحدثين؟

قد يبدو أن لا صلة مباشرة بين الرجلين أو بين المنفذين الجغرافيين، إلا أن القاسم المشترك الأوضح هو الرغبة في مغادرة صفوف الحوثيين بأي وسيلة، سواء عبر التسلل الفردي أو التحول السياسي.

المؤشرات كلها تدل على أن حالة “الهروب” أو “الانشقاق الصامت” بدأت تتوسع من مستوى القواعد إلى مستويات عليا في السلم القيادي، خصوصًا مع تصاعد التوترات الدولية حول دور الحوثيين في تهديد الملاحة، وتزايد الضربات الجوية والضغوط العسكرية عليهم في الداخل.

تفكك داخلي أم بداية تسوية؟

هذه التحركات قد تكون جزءًا من تفكك داخلي حقيقي يعيشه الحوثيون في ظل عزلة دولية خانقة وتململ شعبي واسع النطاق، أو ربما ضمن ترتيبات سرية لمرحلة ما بعد الحوثي، خصوصًا في حال تمضي المفاوضات نحو تسوية سياسية شاملة برعاية دولية.

من منفذ صرفيت إلى مطار عدن، يبدو المشهد وكأن بعض رجالات الجماعة قد بدؤوا بالفعل القفز من سفينة الحوثي التي تتجه نحو الغرق. وإذا ما استمر هذا النزيف من الداخل، فقد يكون القادم حاسمًا في مستقبل الجماعة ومصير مناطق سيطرتها