صدى الساحل - بقلم / ياسر غيلان
فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي،
تحية مدفوعة مقدمًا، بسعر صرف اليوم!
نحن نعلم أنك هذه الأيام تمارس وطنيتك كاملة من داخل العاصمة المؤقتة عدن، ونحن بدورنا نرفع إليك هذا الرجاء المتواضع، رجاء بسيط جدًا، لا يحتاج لجلسة مجلس قيادة، ولا لجنة خبراء اقتصاديين، ولا وفد مفاوضات مع صندوق النقد:
رجاءً.. ابقَ في عدن ولا تعُد إلى مقر إقامتك في الرياض حتى يصل سعر صرف الدولار إلى 3000، والريال السعودي إلى 1000، وحتى يصبح راتب الجندي اليمني يعادل 60 ريال سعودي فقط!
صدقنا، الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ووجودك هنا يطمئن الجميع بأننا في الطريق إلى الهاوية بخطى ثابتة!
كل ما نخشاه أن تغادر وتحدث "انتكاسة"، وينخفض سعر الصرف فجأة، ويضيع كل ما تحقق من انهيارات مبهرة في الاقتصاد.
يا فخامة الرئيس، في عهدكم المبارك، صارت الأسعار أسرع من الطائرات، وصار المواطن لا يسأل: "كم سعر الدولار؟" بل يسأل: "وصل كم وإلا باقي؟"، لأنه يعلم أن الدولار موعود بالوصول إلى القمة، وأن الريال اليمني مجرّد ضيف شرف في السوق.
والجميل أن راتب الجندي، الذي ما يزال يُصرف بالريال اليمني، بدأ يشبه "المنحة الرمزية"، ولا يتجاوز 60 ريال سعودي…
يعني صار راتب الجندي يشيل "كرتون بيض" ونص دبة زيت، ويعيش طول الشهر على الأدعية والأمنيات.
فخامة الرئيس، لا تتركنا الآن، لقد بدأنا نتعوّد على المعيشة بدون كهرباء، وبدون مياه، وبدون مرتبات، ولا نريد أن نُصدم بعودة سعر الصرف إلى الوراء.
اترك الدولار يكمل الثلاثة، والسعودي يلامس الألف، حتى يشعر الشعب أنه فعلاً وصل القاع بأمان، ولا بأس بعدها إن أحببت أن تعود إلى الرياض في زيارة رسمية… للاسترخاء فقط.
ختامًا:
ابقَ في عدن… فالوطن بخير، والعملة بخار!