الثلاثاء - 15 يوليو 2025 - الساعة 04:14 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - أحمد حوذان
في ظل سماء يمنية ملبدة بغيوم الصراع، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، حربها الشعواء التي تتجاوز ساحات القتال لتطال عمق الهوية الدينية والاجتماعية للمجتمع اليمني.
لم يعد الأمر يقتصر على إغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم، بل امتد ليشمل تصفية ممنهجة للمشايخ والشخصيات الاجتماعية والقبلية التي ترفض ممارساتهم القمعية وتتصدى لمشروعهم الطائفي الدخيل.
يكشف التقرير الذي اعدة موقع صدى الساحل الانتهاكات الممنهجة التي ارتكبتها جماعة الحوثي ضد مؤسسات التعليم الديني ودور العبادة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في اليمن، وتشير النتائج إلى حملة متعمدة تضمنت إغلاق مراكز تحفيظ القرآن، وتفجير المساجد، وقمعًا واسع النطاق للحريات الدينية.
هذه الأعمال مدفوعة بأجندة أيديولوجية تهدف إلى فرض عقيدة الجماعة الطائفية والقضاء على الأصوات الدينية المخالفة.
وتشمل الحوادث الموثقة إغلاق المركز الرئيسي لجماعة الدعوة والتبليغ في الحديدة في أكتوبر 2024، وتفجير مسجد في جهران بمحافظة ذمار في أكتوبر 2018، وتعطيل وإغلاق فعلي لعدة مساجد سلفية في مدينة ذمار في أبريل 2024، مما أدى إلى فرار أئمتها.
ومنذ حرب دماج وصولا إلى العاصمة صنعاء شنت الجماعة الارهابية حربا شعواء ضد المراكز الدينية في عدة محافظات تسيطر عليها.
إن هذه السياسة، التي تهدف إلى إرهاب المجتمع وتجريف هويته الأصيلة، تتجلى بوضوح في الأشهر الأخيرة من عام 2025، حيث تصاعدت وتيرة استهداف رموز المجتمع الدينية والقبلية، في محاولة يائسة لإخضاع اليمنيين لرؤية أحادية قائمة على "ولاية الفقيه" المستوردة.
إن ما تشهده الساحة اليمنية من انتهاكات، كما نوثقها في تقريرنا هذا ، ليس مجرد حوادث فردية، بل هو جزء من استراتيجية شاملة بدأت قبل وصول الجماعة إلى صنعاء وإسقاط المدن اليمنية.
فمنذ سنوات، تعمل المليشيا على طمس كل ما له صلة بتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية، واستبداله بفكرها الطائفي.
وتشير التقارير الحقوقية إلى حجم هائل من الانتهاكات، مع إغلاق أكثر من 250 مدرسة لتحفيظ القرآن. علاوة على ذلك، تعرضت مئات المساجد، التي تقدر أعدادها بين 750 و 800 مسجد ، لمختلف أشكال الانتهاكات.
ويركز التقرير على توثيق أبرز هذه الانتهاكات، مع التركيز على إغلاق المراكز الدينية واختطاف رجال الدين خلال شهري يونيو ويوليو، ويسلط الضوء على الأبعاد الأوسع لهذه الممارسات.
إغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية
تشن جماعة الحوثي حملات مداهمة وإغلاق واسعة النطاق ضد المراكز الدينية التي لا تتماشى مع توجهاتها المذهبية، بهدف تحويلها إلى بؤر للتعبئة ونشر الطائفية. هذه الحملات التي تقوم بها المليشيا الحوثية ليست حوادث فردية بل هي جزء من استراتيجية أوسع للسيطرة على الخطاب الديني وتوحيده تحت مظلتهم فقط.
المراكز التي تم إغلاقها حديثًا.
في الأيام الأخيرة، شملت حملات الجماعة عدة مراكز للعلوم الشرعية ودور العبادة وتحفيظ تابعة لجماعات مثل "السلفيين" و"الدعوة والتبليغ" والاصلاح في محافظات إب والحديدة وعمران.
جاءت هذه الإجراءات بعد رفض القائمين على هذه المراكز الامتثال للتوجيهات التي تلزمهم بنشر التعبئة وتدريس "الملازم الخمينية".
في محافظة إب 22/10/2024: قامت المليشيا باغلاق
مركز "الشافعي" للعلوم الشرعية: يتبع "جماعة السلفيين" ويقع في منطقة ماتر بريف محافظة إب. تم اقتحامه والاستيلاء عليه من قبل القيادي الحوثي أحمد العصري، المعين مديرًا لمكتب الإرشاد التابع للمليشيا.
طُرد نحو 85 طالبًا كانوا يتلقون العلوم الشرعية ويدرسون في حلقات القرآن، قبل إغلاق المركز نهائيًا. تهدف الجماعة إلى تحويله وملحقاته إلى أماكن للتحريض على العنف وبث الكراهية.
مركز "دار الحديث": في منطقة مفرق حبيش، إب. تعرض للاستهداف الحوثي.
مركز "التوحيد" للعلوم الشرعية: في بلدة المعاين، إب. تعرض لدهم حوثي مسلح أسفر عن طرد 400 من طلابه.
وفي محافظة الحديدة:
المركز الرئيسي التابع لجماعة "الدعوة والتبليغ": تعرض للمداهمة والإغلاق وطرد 500 من طلابه، وإحلال أتباع الجماعة الحوثية مكانهم.
في محافظة ذمار تاريخ 21 أكتوبر 2018.
قامت المليشيا تفجير مسجد في مديرية جهران. في قرية حقار بني فلاح.
حيث أقدمت ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، بتفجير هذا المسجد في قرية حقار بني فلاح. جاء هذا التدمير كرد مباشر على رفض المجتمع المحلي قبول خطيب فرضته جماعة الحوثي.
تم وضع المتفجرات بشكل استراتيجي في جميع أركان المسجد، مما أدى إلى تدميره بالكامل، بما في ذلك محتوياته مثل المصاحف والمفروشات.
وفي حينها أدان القبائل هذا العمل باعتباره انتهاكًا للقوانين الإسلامية والدولية التي تحمي أماكن العبادة.
إن الارتباط السببي المباشر بين مقاومة المجتمع للخطباء الذين فرضهم الحوثيون والرد الانتقامي العنيف (تفجير المسجد في جهران) يوضح النهج العقابي لجماعة الحوثي في السيطرة الدينية. هذا يشير إلى أن عدم الامتثال يُقابل بإجراءات متطرفة، تصل إلى تدمير المواقع المقدسة.
كما عمدت المليشيات الى تعطيل وإغلاق مسجد العياني ومساجد سلفية أخرى.
اقدمت تعطيل مسجد العياني، وجامع ذو النورين (جامع فتشة)، مسجد التوحيد، مسجد النور.
وفي 6 أبريل من عام 2024 منعت ميليشيات الحوثي صلاة القيام في مسجد العياني لرفضه الدعاية الحوثية.
المحافظة: ذمار المديرية: مدينة ذمار.
حيث منعت ميليشيات الحوثي بشكل فعال أداء صلاة القيام (التراويح) في هذه المساجد، خاصة خلال ليلة 27 رمضان المباركة و تم منع الشيخ وهبان المودعي، إمام جامع ذو النورين، مباشرة من إمامة الصلاة. كما أُجبر إمام مسجد العياني، الشيخ علي راشد المصنف، على مغادرة اليمن والانتقال إلى ماليزيا بسبب المضايقات والاستفزازات المستمرة من قبل جماعة الحوثي.
أدى هذا الرحيل القسري إلى غياب غير مسبوق للمصلين في مسجد العياني حيث تعمدت المليشيات استهداف هذه المساجد تحديدًا لأن أئمتها ومجتمعاتها قاوموا ترويج المشاريع الحوثية ولأنها كانت بمثابة مراكز للتعليم الديني التقليدي.
إن الاستراتيجية المزدوجة المتمثلة في التدمير المادي (تفجير المساجد) والتعطيل الخفي (منع الصلوات وإجبار الأئمة على الفرار) في ذمار تشير إلى نهج متطور للسيطرة الدينية. من خلال إزالة الشخصيات الدينية المؤثرة وتعطيل الممارسات التقليدية، تهدف جماعة الحوثي إلى خلق فراغ يمكن ملؤه بروايتهم الخاصة، مما يؤدي إلى إعادة تشكيل طويلة الأمد للممارسة الدينية والقيادة في المنطقة. هذا يمثل شكلاً من أشكال الهندسة الثقافية والدينية.
وفي محافظة محافظة عمران
شنت جماعة الحوثي هجوما على مسجد منجرة في مديرية صوير قرية منجرة في أواخر يونيو/ من 2025 وفق ما نشر
حيث اقتحمت ميليشيات الحوثي المسجد أثناء صلاة الجمعة، المسجد مما أسفر عن مقتل مواطن وامرأة وإصابة ثلاث(3) نساء اخريات ومصلين،بذريعة البحث عن مطلوبين.
" كذريعة لتوغلها. بعد الهجوم، فُرض حصار على قرية منجرة في نفس المديرية، مما منع دفن القتلى.
إن الاقتحام العنيف لمسجد أثناء صلاة الجمعة يظهر استخفافًا عميقًا بقدسية الأماكن الدينية وسلامة المصلين. إن استخدام "ذريعة" (البحث عن مطلوبين) يسلط الضوء على تكتيك لشرعنة الإجراءات التعسفية والعنيفة، بهدف بث الخوف وفرض السيطرة المطلقة حتى في السياقات المقدسة.
كما شملت حملات الإغلاق مراكز في محافظة عمران أيضًا ضمن استهداف المراكز التي تخالفهم مذهبيًا
المراكز التي تم إغلاقها ضمن حملات سابقة
وتعد الإغلاقات الأخيرة استمرارًا لحرب شنتها الجماعة الحوثية على مدى السنوات الماضية ضد المراكز الدينية المختلفة مذهبياً ودور التحفيظ في مناطق سيطرتها.
محافظة صنعاء
أغلقت المليشيات مسجد الفاروق: يتبع جمعية الإحسان الخيرية في جنوب صنعاء. تم دهمه وإغلاقه في أوائل يوليو 2025.
كما قامت المليشيا باغلاق مركز خديجة لتحفيظ القرآن: ويتبع جمعية الإحسان الخيرية في جنوب صنعاء.
تم دهمه وإغلاقه في أوائل يوليو 2025.
بالاضافة الى اقتحامها واغلاق مؤسسة الفتاة لتعليم العلوم الشرعية: والتي تتبع جمعية الإحسان الخيرية في جنوب صنعاء. تم دهمها وإغلاقها في أوائل يوليو 2025.
واغلقت مركز "عمار بن ياسر" لتحفيظ القرآن والذي يقع يقع في حي النور بمديرية الصافية.
وفي منطقة جدر بصنعاء أغلقت المليشيات مركز "معاذ بن جبل"مركز لتحفيظ القرآن يتبع مسجد السنة: الذي يقع في حي سعوان.
وأغلقت مركز نسائي لتحفيظ القرآن: يقع في منطقة ضبوة جنوب العاصمة صنعاء.
أبعاد إغلاق المراكز الدينية التي اغلقتها المليشيات
لم تكن عمليات الإغلاق عند الجماعة الارهابية المدعومة من إيران مجرد إجراءات إدارية ، فهي تعكس استراتيجية متكاملة لفرض السيطرة الأيديولوجية على المجتمع اليمني وتجريف الهوية
و تُعد إعلانًا صريحًا للحرب على منابع العلم الشرعي ومحاولة لاحتكار الخطاب الديني لخدمة أجندات المليشيا الحوثية المتطرفة.
تهدف الجماعة إلى تغيير الوعي العام واستحداث جيل يؤمن بمدرسة "ولاية الفقيه" هذا التحول يعني أن التعليم الديني التقليدي يُنظر إليه على أنه تهديد يجب إزالته أو إعادة تشكيله ليخدم الأجندة الحوثية.
اسباب التحولات
كانت المليشيا الإرهابية تسعى من خلال القائمين على هذه المراكز فرض تحولات تتمثل في محاولات إجبار القائمين على المراكز على تدريس "الملازم الحوثية" ذات المنحى الطائفي .
وعند الرفض، يتم مداهمة المراكز وطرد الطلاب وإغلاقها، تمهيداً لتحويلها إلى أماكن لبث الأفكار المتطرفة والتحريض على العنف والطائفية.
وهءا ماحدث في الكثير هذا السلوك يعمق الطائفية والمذهبية ويفكك النسيج المجتمعي، مما ينذر بعواقب كارثية على المدى الطويل.
اختطاف أئمة المساجد والخطباء
لم تكتفي المليشيات باغلاق المراكز الدينية بل قامت
إلى جانب إغلاق المراكز، باستهداف الأئمة والخطباء الذين يُعتبرون مؤثرين في مجتمعاتهم أو يرفضون الانصياع لتوجهاتها.
تهدف هذه الاختطافات إلى تكميم الأفواه المعارضة وفرض خطباء موالين يحملون خطابًا طائفيًا مما يخلق فراغًا روحيًا ومعرفيًا، قد يُستغل في نشر الأفكار المتطرفة والدخيلة التي تخدم أجندات المليشيا.
ان عملية الإغلاق لا تهددُ فقط حرية الدين والتعليم، بل تقوّض أي محاولة لبناء السلام والاستقرار في بلادنا اليمن.
الأئمة والخطباء الذين تم اختطافهم في شهري يونيو ويوليو
أصدرت المليشيا الحوثية في الايام الاخيرة مع احداث أدت الى مقتل الشيخ صالح حنتوس وحفيده وإصابة زوجته وأقاربه قرارا بإغلاق مراكز العلم واختطافات لمعلمي القران
حيث شهدت الأشهر الأخيرة حالات موثقة لاستهداف رجال دين بارزين
محافظة البيضاء:
اختطفت العصابة الحوثية الشيخ إبراهيم الحبابي: شخصية اجتماعية بارزة وأحد خطباء مديرية العرش برداع. تم اعتقاله من قبل جماعة الحوثي
في يوم السبت 21 يونيو 2025. ويُعرف الشيخ الحبابي بدوره في إصلاح ذات البين وتعزيز التماسك الاجتماعي مما يفسر استهدافه لإزالة أي قيادة مجتمعية بديلة.
في يوم السبت 12 يوليو 2025 اختطفت ميليشيا الحوثي الشيخ أحمد حسين الوهاشي: إمام مسجد ومدرس للقرآن الكريم في منطقة "مذوقين" بمديرية البيضاء جاءت عملية الاختطاف ضمن حملة تستهدف أئمة المساجد ومعلمي القرآن الكريم الذين يرفضون نشر أفكار الحوثيين الطائفية. تم نقله إلى أحد سجون الجماعة ومنع التواصل عنه.
محافظة إب
حيث أقدمت جماعة الحوثي باختطاف الاستاذ عبد الواحد قائد ناجي كرش أحد المدرسين في مجال تحفيظ القرآن الكريم.
اختطفته عناصر حوثية بعد اقتحام منزله واقتياده إلى جهة مجهولة. على الرغم من عدم تحديد تاريخ دقيق في يونيو أو يوليو، فإن هذه الحادثة تندرج ضمن النمط المستمر لاستهداف معلمي القرآن.
وفي محافظة ريمة:
قامت المليشيات بتصفية جسدية حيث اقدمت على قتل الشيخ صالح حنتوس: محفّظ للقرآن الكريم (72 عاماً). قُتل في هجوم مسلح شنته جماعة الحوثي على منزله في قرية بني نفيع بمنطقة السلفية بمحافظة ريمة، غربي اليمن، في 7 يوليو 2025. كما قامت المليشيا باعتقال 11 شخصاً من أقاربه.
وفي محافظة صنعاء
اختطفت ميليشيا الحوثي الإرهابية الشيخ يوسف الشرعبي: إمام وخطيب جامع مصعب بن عمير.
طردته الميليشيات الحوثية من مسكنه الملحق بالجامع وذلك بعد أيام فقط من الإفراج عنه عقب احتجازه تعسفًا لأكثر من عشر سنوات. هذه الحالة تسلط الضوء على استمرار المضايقات حتى بعد الإفراج عن المعتقلين.
تُعد اختطافات رجال الدين جزءًا من نمط أوسع في منهج جماعة الارهاب الحوثية وايضا جزءًا من الانتهاكات لحقوق الإنسان في مناطق سيطرة الحوثيين، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري.
حيث تهدف هذه الممارسات إلى إخماد أي صوت معارض أو مستقل، وفرض سيطرة كاملة على المنابر الدينية.
كما أن هناك تقارير خقوقية أشارت عن وفاة مختطفين داخل سجون الحوثيين في ظروف غامضة، مما يثير مخاوف جدية بشأن مصير المعتقلين.
وتُظهر هذه الانتهاكات سعي الجماعة الحوثية لتغييب ما تبقى من المراكز الدينية التي تختلف مذهبياً، واستبدالها بمؤسسات تروج لأفكارها الدخيلة على اليمنيين. هذا التكتيك يهدف إلى تفكيك النسيج المجتمعي المقاوم لخطابهم الطائفي.
الأبعاد العامة للانتهاكات الحوثية ضد التعليم الديني
تُشير التقارير الحقوقية إلى أن جماعة الحوثي تستخدم الدورات الصيفية كفرصة لنشر فكرها العقائدي وتجنيد المقاتلين، بمن فيهم صغار السن.
وهذا يوضح كيف أن السيطرة على التعليم الديني ليست مجرد مسألة أيديولوجية، بل هي أيضًا أداة للتعبئة العسكرية وتعزيز نفوذ الجماعة.
إن إغلاق المئات من مدارس تحفيظ القرآن الكريم واختطاف المئات من حفظة القرآن، كما ورد في بعض المصادر، يعكس حجم الحرب التي تشنها الجماعة على التعليم الديني التقليدي.
و تبرر الجماعة هذه الأعمال بأن من يقف وراء هذه المراكز "يخالفون القرآن الناطق" في إشارة إلى تفسيرهم الخاص للقرآن الذي يقدمه مؤسس الجماعة الهالك حسين الحوثي .
هذا التبرير يكشف عن محاولة لإعادة تعريف المرجعية الدينية وفرض تفسير واحد للقرآن، مما يقوض حرية المعتقد والتعبير الديني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجماعة الحوثية تُمارس انتهاكات بحق المساجد نفسها، تشمل المداهمة والإغلاق وقطع المياه وتحويل بعضها إلى مجالس لتعاطي القات أو تنظيم فعاليات خاصة بهم تتخللها الأهازيج الحربية
هذه الممارسات تُعد انتهاكًا صارخًا لحرمة المساجد وتُظهر استغلال دور العبادة لأغراض سياسية ومادية.
يعد التقرير والبيانات التي جمعها موقع صدى الساحل نمطًا واضحًا وممنهجًا من الانتهاكات التي ترتكبها عصابة الحوثي ضد مراكز تحفيظ القرآن الكريم ورجال الدين في مناطق سيطرتها.
هذه الانتهاكات ليست معزولة، بل هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية أوسع تهدف إلى:
فرض السيطرة الأيديولوجية الكاملة: من خلال إغلاق المراكز التي تختلف مذهبيًا واستبدالها بمؤسسات تروج لـ"الملازم الحوثية" و"الخمينية"، تسعى الجماعة إلى توحيد الخطاب الديني بما يخدم أجندتها السياسية والعسكرية. هذا يؤدي إلى تضييق الخناق على الحريات الدينية وتغييب التنوع المذهبي.
كما انها تسعى الى تكميم الأفواه المعارضة و تستهدف الاختطافات والاحتجازات رجال الدين المؤثرين الذين يرفضون الانصياع أو يمثلون قيادات مجتمعية بديلة، مما يقوض أي مقاومة فكرية أو اجتماعية لسيطرة الجماعة.
تعمل العصابة الحوثية لتحويل المراكز الدينية إلى بؤر للتعبئة والتجنيد، بما في ذلك الأطفال يبرز كيف أن السيطرة على العقول تُعد هدفًا استراتيجيًا للجماعة لضمان استمرار الصراع وتغذية جبهات القتال.
كما ان المليشيات تعمل على تفكيك النسيج الاجتماعي وذلك من خلال استهداف المدارس والمساجد ورجال الدين، تعمل الجماعة على إحداث شرخ في البنية الاجتماعية، مما يهدد بتعميق الانقسامات الطائفية وتقويض أسس التعايش السلمي في المجتمع اليمني.
إن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وخاصة الحق في حرية الدين والتعليم، وتُسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية والاجتماعية في اليمن.
إن تكميم أفواه الدعاة، وإغلاق بوابات العلم، وملاحقة حماة كتاب الله، يخلق فراغًا روحيًا ومعرفيًا، قد يُستغل في نشر الأفكار المتطرفة والدخيلة التي تخدم أجندات المليشيا.
إن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات الصارخة لحرية المعتقد والتعليم يُعدُّ مُريبًا، ويمنح المليشيا ضوءًا أخضر للاستمرار في قمعها.
فالسكوت عن إغلاق مدارس القرآن، واختطاف الأئمة والدعاة، يعني التخلي عن واجب الدفاع عن حقوق الإنسان الأساسية، وتجاهل الآثار الكارثية التي ستترتب على مستقبل الأجيال القادمة.
إن هذه الممارسات لا تهددُ فقط حرية الدين والتعليم، بل تقوّض أي محاولة لبناء السلام والاستقرار في البلاد، لأنها تغذي الاحتقان، وتزرع بذور الكراهية، وتدفع بالمجتمع نحو مزيد من الانقسام.
على المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، مسؤولية أخلاقية وقانونية لكسر جدار الصمت، والضغط الفعلي على مليشيا الحوثي لوقف هذه الانتهاكات الفاضحة، وفتح مراكز العلم، وإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفيًا، قبل أن يُصبح مستقبل العلم والوعي في اليمن رهينةً لأيدي الظلام والتطرف.