الجمعة - 25 يوليو 2025 - الساعة 12:53 ص بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل -
في زمن الحروب والانهيارات، يبرز "الأسوياء" كأفراد قلائل، يمشون في الظلام حاملين مشاعل الوعي والضمير، بينما ينتفخ الزيف ويتصدر المشهد أصحاب العقول المحدودة، ويعلو ضجيج الخداع وسط رواج العقول الطائفية والعنصرية والخبيثة.
"الجهل حين يُصفق، يصنع طغاة، أما المعرفة حين تتكلم، تصنع قادة."
يُخوَّن الصادق، وتُكسر كلمته، وتُلعن نواياه.
ويُصدّق الكاذب، ويُمنح صك البطولة، وتُروَّج جهالاته كحقائق.
"من لا يرى في الصدق وطنًا، يرى في الكذب بطولة."
يُتهم صاحب العلم بأنه عميل، ويُوسم حامل مبادئ العدالة والسلام بأنه خطر على "الوطن"، حين يغيب الضمير، وتُدفن الأخلاق، وتغيب المبادئ، وتُستبدل المعايير.
"نحتاج إلى ضمير، أكثر مما نحتاج إلى قرار."
حين تتسيّد الأحقاد، وتتحرك الجماهير بالنعرات، لا بالعقول،
ويصبح صوت الانتقام أعلى من صوت الحكمة،
يتحوّل الوطن إلى ساحة للثأر الشخصي، لا للبناء الجماعي.
لكن وسط كل هذا الضجيج، يبقى "الأسوياء" وحدهم،
يمشون بخطى واثقة، لا يملكون إلا قلوبًا نقية، وعقولًا نيرة، وكلمة صدق لا تخاف سلطانًا ولا تشتريها جهة.
"الذين يزرعون الوعي في زمن التحشيد، هم أنبياء المرحلة."
هم حملة المشاعر النبيلة، والمبادئ الجامعة، يخاطبون العقول لا الغرائز،
يفتحون بصائر الناس بالحجة، لا بالسلاح،
ويضيئون الطريق بمحبة الوطن، لا بكراهية الآخر.
"لوطن يُشفى بالصدق لا بالشعارات."
حين يكون الرهان على الشعب لا على المليشيا،
وعلى الوطن لا على الولاء الضيق،
يعلو صوتهم كصوت النور وسط العتمة.
على هذا الدرب نحاول أن نسير...
نضع أيدينا على الجراح، لا لندغدغها، بل لنكشفها بشجاعة،
لا لنُشَتّت، بل لنضمّدها بالكلمة الطيبة، والنقاش النزيه، والسؤال الصادق.
نحن أبناء هذا الشعب... لا نحمل سلاحًا، بل فكرة.
ولا ننتمي لحزب، بل ننتصر للحق.
نطرح تساؤلاتنا لا لنسف الواقع، بل لتغييره.
ننظر إلى الوطن لا من زاوية الانتماء، بل من زاوية المسؤولية.
"الكفاءة هي الولاء الحقيقي للوطن."
همنا اليمن...
ذلك الوطن الذي حُمّل ما لا يحتمل، واسمه "السعيد" لا يزال ينزف.
نريد أن نُضيء طريقه بالعلم لا بالجهل،
بالأخلاق لا بالإساءات،
وبالعمل والتعاون لا بالصراع والاقصاء.
نبني وطنًا يقدّم الكفاءة على القوة، والإنجاز على الضجيج،
وطنًا لا يرتهن للخارج، بل يصنع حاضره بإرادة أبنائه.
"فلن تتحقق المعالجات الحقيقية لهذا الوطن إلا بنهج تشاركي شامل،
يشارك فيه الجميع، بلا تمييز، بلا مناطقية، بلا انتماءات مصلحية.
نهج لا يعرف إلا الكفاءة، ويضع في أولوية أولوياته المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار."
إعداد:
الباحث الاجتماعي والأكاديمي
الدكتور عبد الإله يحيى عبد الملك السبئي
📧 البريد الإلكتروني: [email protected]
📞 رقم الهاتف: 00967771974225
📍 الموقع: الجمهورية اليمنية – تعز
📅 تاريخ الإعداد: 23 يوليو 2025م