كتابات وآراء


السبت - 04 أغسطس 2018 - الساعة 07:30 م

كُتب بواسطة : أ / علي قابل - ارشيف الكاتب




كشفت مجزرة سوق السمك وبوابة مستشفى الثورة بالحديدة همجية المليشيا وحقدها على البشر وأنهم ليسوا في نظرها سوا ارقام وسلالم من جماجم تمشي فوقها إلى حيث أرادت..

قاتلهم الله وأبدا لن ينجوا من هذه الجرائم التي ستلاحقهم لعناتها في الحياة وفي الممات وسيدفعون ثمن كل تلك الدماء الطاهرة التي اريقت على جسد هذه الأرض المظلومة والمكلومة..

حاول البعض تحريف الحقيقة وتجريفها عبر التشويش بأن التحالف هم من ارتكب هذه المجزرة البشعة مما أدى بالبعض من البسطاء للتململ والتضجر من هذه الفواتير العالية الثمن..

وللجميع نقول ..

‏من يملك الوعي يصعب خداعه، لأن الصورة لا تحدد موقفه، بل الأسباب المؤدية للحرب هي من تحدد موقفه ..

فهو يعرف أن كل الحروب سيكون فيها أخطاء وضحايا ودمار، وبعض الجنود سيرتكب جريمة مستغلا غياب الأمن/السلم ..

لكنه يقبل بالحرب على مضض، إن كانت أهدافها نبيلة وعادلة ..

ولا يوجد أنبل ولا أعدل من أن تتخلص الأرض من هذه الشرذمة الباغية وتعود إلى أهلها..

ليس من الإنصاف في شيء أن نختزل الجريمة الآن في أخطاء قد تحصل وبغير ان تكون مقصودة من التحالف او الجيش او المقاومة لأنها واردة ولأنها لم تكن اصل المشكلة ولم تكن هي الغازية ولا المشرعة للفوضى والإستبداد..

وإنما اؤلئك الهمج الذين قدموا من كهفهم الملعون ليفسدوا الأرض ومن عليها وليجتثوا ما تبقى في ضمائر الشعب من امل في غد شريف عفيف يستطيع الفرد فيه أن يمارس مواطنة كاملة غير منقوصة على أرضه دون دعي أو وصي أو اقطاعي يمارس عنصرية سلالته وهمجية عرقه على أرض ليست له واناس ليسوا مثله...

وان حصلت فهناك تفاهمات دولية وقوانين تحمي الحقوق ومسألة ومحاسبة ستكشف في وقتها ولن تمر مرور الكرام...

لتبقى الإشكالية الكبيرة في تواجد هذا المرض الخطير والورم الجاثم على الأرض..

وما الحوثي إلا ورم سرطاني خبيث إن لم نكافحه حتى نستأصل شقفته ونطهر جسد الوطن منه ونصبر على مرارة وتعب وشدة العلاج حتى وإن ظهرت بعض الآثار الجانبية التي ستزول بحول الله مع اجتثاثه ،
اعتل كامل الجسد وأصبح قريب من الموت بعيد عن الحياة..!

من أراد الحرية عليه دفع ثمنها وتحمل مرارة كأسها
وصدق عنترة العبسي حيث يقول :...

حَـكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ
وَإِذا نَـزَلتَ بِـدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ
وَإِذا بُـليتَ بِـظالِمٍ كُن ظالِما
ً وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي
وَإِذا الـجَبانُ نَـهاكَ يَومَ كَريهَةٍ
خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ
فَـاِعصِ مَـقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها
وَاِقـدِم إِذا حَـقَّ اللِقا في الأَوَّلِ
وَاِخـتَر لِـنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ
أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ
فَـالمَوتُ لا يُـنجيكَ مِن آفاتِهِ
حِـصنٌ وَلَـو شَـيَّدتَهُ بِالجَندَلِ
مَـوتُ الـفَتى فـي عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ
مِـن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
إِن كُـنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي
فَـوقَ الـثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ
أَو أَنـكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي
فَـسِنانُ رُمـحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي
وَبِـذابِلي وَمُـهَنَّدي نِلتُ العُلا
لا بِـالقَرابَةِ وَالـعَديدِ الأَجزَلِ

إلى أن يصل بقوله ...

يـا نـازِلينَ عَلى الحِمى وَدِيارِهِ
هَـلّا رَأَيـتُم فـي الدِيارِ تَقَلقُلي
قَـد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى
وَمِـنَ الـعَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي
لا تَـسقِني مـاءَ الـحَياةِ بِذِلَّةٍ
بَـل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
مـاءُ الـحَياةِ بِـذِلَّةٍ كَـجَهَنَّمٍ
وَجَـهَنَّمٌ بِـالعِزِّ أَطـيَبُ مَنزِلِ

*رحم الله الشهداء الأبرياء ولا نامت أعين الجبناء*
*وصبرا يا أهل تهامة فإن موعدكم النصر*