كتابات وآراء


الأربعاء - 08 فبراير 2023 - الساعة 01:59 ص

كُتب بواسطة : عدنان حجر - ارشيف الكاتب



في مثل هذا اليوم 8 فبراير2013م توفي المناضل التهامي اليمني الرفيق المهندس الفقيد / حسين حسن دومة ( رحمه الله )..بعد نضال وطني وسياسي وحزبي وجماهيري ومهني وعملي مهندسا في المجال الزراعي والنباتي والحيواني ..

ففي مدينة الزهرة شمال غرب مدينة الحديدة كانت ولادة هذا الشاب التهامي اليافع في 1959م
لم يكن شاهدا على ايام طفولته حيث عاش طفولته لثلاث سنوات كانت مدينته ترزح تحت وطأة المشيخة والنفوذ القبلي المدعومة من الحكم الملكي المصبوغ بالتسلط والديكتاتورية والرجعية الجاهلية..ومن بعدها جمهورية الثورة التي تكالب عليها الملكيين والعملاء وسيطر عليها كثير ممن لم ياتوا من وهج الثورة وعنفوانها..وعاش 16عاما في ظل حكومات تنازعت الحكم والسلطة والثروة ولم يكن للثورة عنوانا للتعليم بمختلف مراحله في منطقته ..فقدم إلى مدينة الحديدة عاصمة محافظة الحديدة بين عامي 1978م / 1979م ليكمل دراسته الإعدادية والثانوية ..ليبدأ مشوار حياته مع الحلم والامل والنضال والعمل ..

وفي مدينة الحديدة أكمل دراسته الإعدادية والثانوية. وفي هذه الأثناء كان الفقيد المهندس حسين حسن دومة ( رحمه الله ) شابا يافعا طموحا علميا ومهنيا بافق وحماس ثوري وعشق للحرية والديموقراطية والأمن والسلام وتنمية الإنسان والوطن ناشدا بناء الوطن بالنضال والتضحية حالما بيمن حر وديمقراطي ويمن موحد أمميا ..كان حماسه الثوري في التغيير قويا فانخرط في العمل السياسي السري لعدم وجود التعددية الحزبية والسياسية. برفقة العديد من المناضلين التهاميين الاحرار وآخرين من مدن يمنية أخرى ..

وبحماس ثوري ذهب الشاب التهامي اليافع ليناضل رفضا للواقع السيئ المأساوي متمردا على كل ماهو مقلوب مناهظا للظلم وسياسة الإذلال والخنوع والتسلط منتصرا للقضايا الوطنية ومنضما إلى صفوف المستضعفين والانتصار لقضاياهم من أجل المواطنة المتساوية والدولة المدنية دولة الحرية والديموقراطية والأمن والأمان والسلام والعلم والعمل والثقافة ..رافضا الأفكار السلبية المتخلفة والعادات السيئة والتقاليد البالية ورجعية الحكم والإدارة والسياسة..

اثناء نشاطه السياسي السري كون علاقات عديدة مع كثير من نشطاء اليسار في الحديدة وكان من بينهم المناضل التهامي العظيم يحي امين زيدان اطال الله بعمره وحفظه ورعاه ..ولاقترابه الكبير من المناضل القدير يحي زيدان فكان قدره الجميل أن يتزوج من اخت الرفيق يحي المناضلة عائشة امين زيدان رفيقة دربه وأم أولاده اطال الله بعمرها وحفظها ورعاها في العام 1981م ..لم يمضي على دخوله القفص الذهبي عام واحد حتى وجد نفسه في القفص الحديدي معتقلا في العام 1982م.من قبل جهاز الأمن السياسي للنظام الحاكم واودعه معتقلا قضبانا حديدية بمعية رفاقه، احمد علي ابوطالب وعلي مكنون ويحيى علانه وعبيد علي عبيد. وفور الإفراج عنه لم يستكن ولم يستسلم بل مضى ليحمل مشعلين التعليم الأكاديمي والتخرج من جامعة صنعاء مهندسا جيولوجيا في1986م..والنضال العملي والمهني في هيئة تطوير تهامة موظفا بدرجة مهندس جيولوجي في1987م.
 
واصل نضاله السياسي السري حتى 1990م أعلن قيام الجمهورية اليمنية مقرونة بالديموقراطية والتعددية الحزبية والسياسية وانتهت بذلك مرحلة العمل السياسي السري، وتحول من النضال السياسي الحزبي السري في صفوف الحزب الديموقراطي إلى العمل العلني في صفوف الحزب الاشتراكي اليمني.ومنذ عام 1990م حتى حرب صيف 1994م.. وكان لي شرف العمل الحزبي المنظم والعلني معه في لجنة مدينة الحديدة إلى جانب العديد من قادة النضال الحزبي الاشتراكي الرفاق في سكرتارية لجنة مدينة الحديدة..ورحم الله من قضى نحبه منهم واطال بعمر من ينتظر..كما كان لي شرف الاعتقال معه في اغسطس1997م بالحديدة مع كوكبة من رموز الحزب الاشتراكي وأحزاب المعارضة الأخرى منهم مناضلي الحزب الاشتراكي يحي زيدان واحمد رباط وعلي فتيني ديبول وفيصل احمد سلام وعلي عمر عكيش ومحمد الصبري ونبيل خضري ومحمد الصبري ومحمد ثابت وعبدالحكيم البرعي وعمرناجي سعيد وعبدالله النهاري وداود المحنبي , ومن التجمع الوحدوي اليمني عثمان عميره وجابرالشراخ وعبدالرحمن بايعقوب, ومن رابطة أبناء اليمن عبدالله الشامي وتوفيق مدهش وعلي اسماعيل , ومن المستقلين الاستاذ سالم عايش الهبل رئيس تحرير صحيفة تهامة ومن بعدها الصباح الجديد وفيصل الحميقاني نقابي , وآخرين يعذروني لتعذر ذكرهم وان يلتمسوا لذاكرتي العذر .. ومن اولئك الذين ذكرتهم منهم من قضوا نحبهم رحمهم الله ومنهم الأحياءحفظهم الله ورعاهم ..

لم يكن مجرد انسان، ولا مجرد حزبي اشتراكي, بل كان إنسانا هادئا جدا , ولطيفا وودودا وبسيطا ومحب للجلوس المتواصل مع الرفاق الجدد ومحاورا مثقفا ومناقشا مقنعا فيما يطرح ويقبل بالراي المختلف معه ولم يكن البحث عنه شاقا لأنه دائم التواجد والتواصل. كان يواصل نضاله العلني حاملا وجع الشعب والوطن  فعاش من أجل هذا الحلم الذي رهن نفسه من أجله كمناضل سياسي ومثقف يساري وكان الوطن بالنسبة له اكسير الحياة.. فقد قال عنه طاهر شمسان..اول مرة تعرفت عليه حين جمعتنا معا حلقة مرشحين في الحزب الديموقراطي في الحديدة وكنا نعقد اجتماعاتنا أسبوعيا في الدهمية أو في منزل يقع قريبا من سينما الشرق..وقال محمد الحربي..رحمة الله تغشاه ..التقيته مرتين فقط كنت استمع الى حديثه وهو يحمل هموم وأوجاع وطنه صاحب شخصية جاذبة ..يمدك بالأمل والتفاؤل صاحب سجايا عظيمة ..لروحه الرحمه والخلود..وقالت حليمه زيدان ..رغم اشتغاله بعمله الا انه لم يتخلى عن مساعدة رفاقه ودعم تعليم أبناءه وتقديم الكثير من المساعدات والخدمات..وانا اعتقد انه شهيد بسبب متابعته لقتلت أخاه الشهيد عبدالله دومة..وقال عنه بسام صالح علي عرفت هذا الرجل بأخلاقه وطيبة قلبه وكرمه والله إن بيته كان مفتوح للصغير قبل الكبير وكلهم يحبونه ..

اليوم 8 فبراير2023م تحل علينا ذكرى رحيله العاشرة .. ذلك هو الرفيق المهندس المناضل الفقيد حسين حسن دومة ..رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح جناته..ترك خلفه سيرة عطره وتاريخ نضالي وطني ومهني وإنساني..وفي هذه الذكرى العاشرة لرحيله اوجه الدعوة هنا للرفاق والاصدقاء بقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.. والتحية والتقدير والاحترام وتعظيم سلام للمناضلة عائشة امين زيدان زوجة المناضل الفقيد وام المناضلين رفيق وعابد وسلطان حفظهم الله ورعاهم جميعا ..والتمس من الجميع اسرته ورفاقه العذر عن اي هفوة أو تقصير ..