اخبار وتقارير

الثلاثاء - 27 مايو 2025 - الساعة 11:47 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - مطيع.سعيدسعيدالمخلافي




يُعد الشيخ مطيع محمد دبوان الدعيس أحد أبرز مشائخ منطقة المخلاف بمديرية شرعب السلام، محافظة تعز، الذين انخرطوا في صفوف المليشيات الحوثية منذ بداية انقلابها على الدولة اليمنية. وقد لعب دوراً فاعلاً في حشد المقاتلين ودعم الجبهات القتالية للمليشيات، وقدم العديد من القتلى في سبيل هذا المشروع الطائفي والعنصري، وفي مقدمتهم أفراد من أقاربه ومرافقيه.

ورغم التحذيرات المتكررة له من خطورة الوثوق بتلك المليشيات، وإخلاصه في خدمتها، إلا أن الشيخ مطيع الدعيس أصرّ على التعمق أكثر مع هذه المليشيات، وبذل كل ما بوسعه لإثبات ولائه لهم. حتى بلغ الأمر أن أرسل عدداً من شباب منطقته وأسرته للقتال في عدة محافظات، وعلى رأسهم ابنه الأكبر قصي مطيع محمد دبوان الدعيس.

وقد أوكلت المليشيات الحوثية لقصي مطيع مهمة العمل في إحدى النقاط العسكرية الواقعة بين محافظتي شبوه والبيضاء. وخلال تأديتهم لمهامهم وبناءً على توجيهات صادرة لهم من عمليات المليشات، منعوا مجموعة مسلحة تتبع المليشيات من اخذ الاطقم العسكرية والاسلحة الخاصة بالنقطة والخروج بها تجاه شبوه، الأمر الذي قوبل بالرفض والتمرد من قبل المسلحين، لينشب اشتباك أسفر عن مقتل اثنين من المهاجمين. وبدلًاً من الوقوف إلى جانب قصي ورفاقه باعتبارهم نفذوا الأوامر والتوجيهات، بادرت المليشيات باعتقالهم ومحاكمتهم، ليُحكم عليهم بالسجن ثلاث سنوات، سنة منها قضوها أثناء المحاكمة.

والأدهى من ذلك، أنه رغم انقضاء فترة محكوميتهم منذ ستة أشهر، ما يزال قصي مطيع الدعيس وزملاؤه قيد الاعتقال، في تجاوز واضح للعدالة، واستهانة فاضحة بمن يخدمون هذه الجماعة.

لقد تلق الشيخ مطيع الدعيس وأسرته درساً قاسياً من المليشيات التي طالما دعموها. فهذه الجماعة لا ترى في حلفائها إلا أدوات ووقوداً لمعاركها، تصنفهم ضمن "الزنابيل"، وتعتبرهم طبقة أدنى لا تستحق التكريم أو الإنصاف، حتى وإن ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيلها.

إن ما حدث للشيخ مطيع الدعيس وابنه ليس سوى نموذج واحد من عشرات بل مئات القصص المشابهة، التي تؤكد أن المليشيات الحوثية لا تُؤمن بالشراكة، ولا تفي بالعهود، بل تستغل المشايخ والوجهاء ثم تلفظهم بعد أن تنتهي من استنزافهم.

ومن هذا المنطلق، فإننا نوجه رسالة صادقة إلى كافة مشايخ وأعيان المخلاف وشرعب السلام ومحافظة تعز عامة الذين لازالوا مخدوعين بهذه المليشيات العنصرية، بأن يأخذوا العظة والعبرة من هذه الحادثة المؤلمة، ويعيدوا النظر في مواقفهم. فالمليشيات الحوثية لم ولن تستثني أحداً من بطشها، ولن تحترم من يركع لها، مهما قدم لها من خدمات أو تضحيات.
إنالانبطاح لهذه الجماعة لا يجلب إلا الذل والخذلان، وما حادثة قصي مطيع الدعيس إلا شاهد حي واكبر برهان.