اخبار وتقارير

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - الساعة 10:04 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - كتب الصحفي / حسام بكري





لم تعد الحرب في البلاد بقرار ابنائها، وهذا ما يلاحظه الجميع، بل فرضت الوصاية الدولية نفوذها، لكن ذلك لن يستمر طويلاً امام إرادة اليمنيين الأحرار والأبطال، الذين عرفهم التاريخ على مرّ العصور، فـ رجال الدولة هم من يلتزمون بالقرارات ويصنعون التحولات الحقيقية.

عندما قال العميد طارق صالح، بلهجة اليمني العامة، إن به حرب حاربنا، وإن مافيش رجعنا نسفلت، لا يعني ذلك هروباً من المعركة الوطنية، فهو مع الأبطال في الميدان وفي أتم الجاهزية، كان حديثه واقعياً وصريحاً، يلامس جوهر الأزمة اليمنية التي تحكمها تدخلات خارجية ومعادلات معقدة، لكنه، وكعادته، لم يتوقف عند التشخيص، بل أكد على ضرورة البناء والتنمية كمعركة بديلة لاستعادة الحياة، فبدل انتظار الحلول السياسية التي تتأخر، يجب إعادة تأهيل الطرق، تشييد المدارس، والمستشفيات، وافتتاح مشاريع المياه، لتخفيف معاناة الناس.

لكن بعض الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، بدلاً من التأمل في جوهر حديثه، انشغلوا بانتقاده، وكأن الحقيقة الصادمة لا يجب أن تُقال، أو أن مواجهة الواقع يتطلب التغاضي عن جوهر المشكلة. فهل المطلوب أن نبقى رهائن حرب بلا نهاية، أم أن ندرك أن إعادة البناء هي السبيل الوحيد لإعادة الأمل للمواطن؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي يستحق التفكير.

نحن في تهامة وتحديداً "حيس والخوخة" نموذج بسيط للساحل، نعاني من دمار ممنهج للبنية التحتية، حيث عمدت جماعة الحوثي إلى تفجير المدارس والجسور والعبّارات ومشاريع المياه، حتى المرافق الصحية تم تفخيخها، من قبل أسوأ عصابة مرت بتاريخ اليمن، وأصبح المواطن البسيط في حاجة ماسّة لهذه الخدمات، التي تُعد من أبسط حقوقه، فهل يمكن لأي إنسان أن ينكر حقه في الحياة الكريمة؟ او يتنصل المسؤول عنها؟

إن كان التعليم سيُترك رهينة للجهل، والطرقات ستظل شراك موت مزروعة بالعبوات الناسفة، والمياه ستبقى محرّمة على آلاف السكان الذين يتكبدون المعاناة اليومية، فماذا تبقّى لهذا الوطن؟

إن كان هذا ما يُراد لنا، فالله المستعان! ولكن إلى متى؟ متى يلتئم شملنا في الداخل لنقف صفًا واحدًا في مواجهة العدو، بدلًا من أن نترك الظلم يعيث فسادًا في وطن أرهقه النزيف؟.

المنطقة بحاجة للمشاريع المستدامة والخدمات ايها القائد، وهذا ما يحلم به الجميع، ويشيد بها الصغير قبل الكبير عندما يرى او يشاهد بلده تنهض من تحت الركام.

#نعم_للسفلتة #نعم_للمشاريع #نعم_للتنمية