الأربعاء - 04 يونيو 2025 - الساعة 09:37 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
أكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني نبيل الصوفي أن المواطنين الصامدين داخل اليمن، من مختلف المناطق والانتماءات، هم الشركاء الحقيقيون في الحفاظ على الجمهورية، رغم كل الاختلافات والخلافات السياسية والميدانية.
وقال الصوفي، في منشور نشره عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، إن “من يعيشون تفاصيل البلاد اليومية، من عدن حتى تهامة، ومن دماج إلى مأرب، هم شركاء المقاتل في مترسه، وهم من يُبقون الجمهورية واقعاً لا وهماً”.
وأشار الصوفي إلى أن الجنوبي في عدن، والإخواني في مترسه بالحوبان أو مأرب، والسلفي الذي خاض المعركة من دماج، وابن تهامة المتمسك بعشته في أقسى الظروف، جميعهم شركاء فعليون في معركة البقاء، جنباً إلى جنب مع المقاتل في الخندق.
وشدد على أن التضحيات اليومية للمواطن اليمني، من العائلة التي تنتظر دورها للحصول على دبة ماء في تعز، إلى التاجر الذي يقاوم انقطاع الكهرباء وحر الصيف في لحج، كلها تشكل عناصر أساسية في معركة الدفاع عن الهوية والجمهورية.
وأوضح الصوفي أن الهجرة ليست خيانة، بل تعبير عن الأمل في مستقبل أفضل، لكنه لفت إلى أن الأوطان لا تُبنى من خلف الشاشات أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، بل على الأرض، ومن خلال البقاء والصمود في وجه الحرب والمآسي.
واعتبر أن الأوطان ليست حالة وجدانية مؤقتة أو مشهداً تلفزيونياً، بل معركة يومية تحتاج إلى تماسك وثبات، مؤكداً أن من يرحلون ليسوا أعداء، لكن من يبقون هم الذين يصنعون الفارق ويحافظون على الروح الوطنية.
وفي سياق حديثه، استشهد الصوفي بالنموذج الفلسطيني، مؤكداً أن إصرار الفلسطينيين على البقاء في شبر من أرضهم يمثل درساً في رفض الإذعان للهجرة القسرية، التي يرى فيها الصوفي طريقاً لتصفية الهوية واغتيال الأوطان.
وختم بالإشارة إلى أن الاختلاف بين أبناء الوطن لا يشكل خطراً طالما استند إلى قاعدة وطنية صلبة، معتبراً أن التماسك أولاً، والخلاف المشروع ثانياً، هو الطريق لبناء وطن متماسك قادر على مواجهة التحديات.