الثلاثاء - 17 يونيو 2025 - الساعة 06:36 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
تشهد اليمن بوادر موجة جديدة من تفشي الكوليرا، وسط تحذيرات من كارثة صحية وشيكة تعيد إلى الأذهان سيناريوهات الأوبئة السابقة، في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من انهيار شبه تام، نتيجة حرب مستمرة منذ أكثر من عقد وتدهور غير مسبوق في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وخلال أسبوعين فقط، قفزت حالات الإصابة المؤكدة بالكوليرا في محافظة تعز من 29 إلى 116 حالة، فيما بلغ عدد حالات الاشتباه منذ مطلع العام وحتى منتصف يونيو الجاري 1,734 حالة، بزيادة قدرها 474 حالة عن بداية الشهر، بحسب إفادة مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بتعز، تيسير السامعي.
المدن الرئيسية في اليمن، مثل صنعاء وذمار وإب وتعز وعدن، تشهد تكدسًا في المستشفيات بحالات الإسهال المائي الحاد، وسط عجز متزايد في المعدات والأدوية، بالتزامن مع تراجع الدعم الخارجي.
ويواجه مركز العزل الصحي في مستشفى الصداقة بعدن ضغطًا كبيرًا، حيث يستقبل يوميًا ما لا يقل عن 30 حالة، بعضها قادم من محافظات مجاورة كأبين ولحج والضالع، وفق مصادر طبية محلية.
وتؤكد تقارير دولية أن اليمن سجّل منذ بداية عام 2024 أكثر من 260 ألف حالة اشتباه بالكوليرا و870 وفاة، وهو ما يعادل 35% من الإصابات العالمية و18% من الوفيات المرتبطة بالمرض خلال الفترة ذاتها، ما يكرّس موقع اليمن كأكثر الدول تضررًا من هذا الوباء عالميًا.
المخاوف لا تقتصر على الكوليرا وحدها، إذ تعاني محافظة تعز من تفشي عدة أمراض وبائية، مع تسجيل أكثر من 22 ألف إصابة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، تصدرتها الملاريا بـ18,832 حالة، إضافة إلى حمى الضنك، وحمى وادي النيل، والحصبة، والانحناء، والكوليرا.
وتزامنًا مع تصاعد حالات حمى الضنك، التي تجاوزت 3,900 إصابة وأودت بحياة 14 شخصًا في عدن ولحج حتى أبريل الماضي، أطلقت منظمة الصحة العالمية، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة، حملة واسعة لمكافحة البعوض الناقل للعدوى.
ويرجع الخبراء أسباب عودة تفشي الأمراض الوبائية إلى تلوث مصادر المياه، وغياب خدمات الصرف الصحي، وسوء التغذية، بالإضافة إلى إغلاق أكثر من نصف المرافق الصحية في البلاد، نتيجة الحرب الطويلة التي ألحقت دمارًا واسعًا بالنظام الصحي.
في سياق متصل وصف تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية الوضع الصحي في اليمن بأنه “العبء الأكبر في العالم”، محذرًا من أن موجة التفشي الراهنة قد تتحول إلى كارثة أكبر مما شهدته البلاد بين عامي 2017 و2020، عندما سجلت اليمن أسوأ موجة تفشٍ للكوليرا في التاريخ الحديث.