اخبار وتقارير

الجمعة - 23 مايو 2025 - الساعة 06:38 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - بقلم/ ياسر غيلان



لطالما كانت المناسبات الوطنية الكبرى، وعلى رأسها عيد الوحدة اليمنية، تحمل معها بشائر الخير للمواطن اليمني، إذ كانت تقترن بافتتاح مشاريع استراتيجية عملاقة في المحافظات، في رسالة واضحة أن الدولة تولد من جديد في كل عيد، وأن بناء اليمن لا يكون بالشعارات، بل بالمصانع والمدارس والمستشفيات والطرقات.

كان من المخطط أن تُقام احتفالات الوحدة كل عام في محافظة مختلفة، ويتم تدشين حزمة مشاريع حيوية تخدم سكانها وتنهض بواقعهم الاقتصادي والخدمي.

هذا النهج ترسخ في ظل الدولة اليمنية قبل أن تعصف بها نكبة الانقلاب الحوثي في عام 2014، والذي جر البلاد إلى أتون حرب ومجاعة وتشرذم، وغيّاب الدولة ومؤسساتها، وحوّل المناسبات الوطنية إلى مجرد ذكريات في ذاكرة الجياع والنازحين.

لكن الأمس القريب أعاد شيئًا من الأمل، حين ظهر العميد طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، من الميدان لا من القصور، يتقدّم صفوف العمل والبناء، ومعه محافظى الحديدة وتعز وقيادات المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، لافتتاح مشاريع خدمية في محافظتي الحديدة وتعز، ووضع حجر الأساس لمشاريع تنموية جديدة.

في زمنٍ يهرب فيه البعض من مسؤولياتهم ويكتفون بالمناصب والصور، يثبت طارق صالح أنه رجل دولة حقيقي، يفهم أن شرعية أي مسؤول تُبنى في الميدان لا في البيانات، وفي خدمة المواطن لا في الخطابات المنمّقة. ومن المخا، المدينة الساحلية التي تحوّلت بفضل جهوده إلى واحة استقرار ونمو، يضع الرجل حجر أساس لمؤسسات دولة تستعد للعودة.

طارق صالح لا يكتفي بالتنمية، بل يعد العدة لتحرير اليمن، ويخوض معركة طويلة النفس لإسقاط الانقلاب واستعادة الجمهورية، واضعًا يده بيد الجندي والمواطن والمسؤول. وهو بذلك يغرّد خارج سرب الخذلان، ويخترق جدران الصمت، في ظل مجلس قيادة رئاسي لم نرَى منه إلا الصراعات الداخلية والغموض القاتل.

أما مليشيا الحوثي، فهي في المقابل تواصل مشروعها الهدّام، تحفر أنفاق الظلام، وتصادر حقوق الناس، وتنهب ثرواتهم، وتزرع الكراهية والفقر في كل شبر من الوطن. لا مشاريع، لا خدمات، لا دولة. فقط شعارات جوفاء وسجون تعذيب ومقابر جماعية.

اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية، يستحق طارق صالح أن يُكرّم، لا بالكلمات، بل بالوقوف إلى جانبه ودعم مشروعه الوطني. فهو الرجل الوحيد في مجلس القيادة الرئاسي الذي ما زال في الميدان، بين الجندي في الجبهة، والمواطن في السوق، والمسؤول في الميدان. هذا هو الفرق بين من يصنع الدولة ومن يقتات على بقاياها.

وفي نفس اللحظة التي كان فيها طارق صالح يضع حجر الأساس لمشاريع تنموية تخدم المواطنين وتبني المستقبل، كانت صنعاء على موعد مع فاجعة جديدة، إذ انفجرت مستودعات أسلحة وصواريخ تابعة لمليشيات الحوثي في قلب الأحياء السكنية في منطقة صرف بمديرية بنى حشيش ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء، وتدمير العديد من المنازل والممتلكات.

هذا هو الفرق بين الدولة ومليشيا الإرهاب الحوثية؛ دولة تبني، ومليشيا تخزن الموت وسط الأحياء، غير مبالية بأرواح الناس، تُتاجر بدماء الأبرياء، وتحول المدن إلى ثكنات تفخيخ ودمار.