الأحد - 15 يونيو 2025 - الساعة 11:04 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
كشفت تقارير صادرة عن منظمات أممية ودولية عن تصاعد خطير في معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في اليمن، محذرة من كارثة صحية وشيكة، خصوصًا في محافظة الحديدة التي تصدّرت قائمة المناطق الأكثر تضررًا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 2025.
ووفق بيانات مشتركة أصدرتها ست وكالات أممية، من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، فقد جرى إدخال أكثر من 88,600 طفل دون سن الخامسة إلى مراكز علاج متخصصة بسبب إصابتهم بسوء التغذية الحاد الوخيم، خلال الفترة من يناير وحتى نهاية أبريل.
وأظهرت الأرقام أن شهر يناير سجل أعلى عدد من الحالات بواقع 32,900 حالة، يليه فبراير بـ29,700، ثم مارس بـ14,200، فيما تراجع العدد خلال أبريل إلى 11,800 حالة، دون أن يشير ذلك إلى تحسّن فعلي بحسب الوكالات، التي ربطت الانخفاض بنقص التمويل وضعف التغطية الصحية.
وبحسب التقرير، فإن محافظة الحديدة جاءت في صدارة المناطق المتضررة خلال أبريل، بتسجيلها أكثر من 3,500 حالة إصابة بين الأطفال، تلتها محافظة حجة بـ1,900 حالة، ثم إب بـ1,300 حالة، وجميعها تقع ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، والتي تعاني من أوضاع معيشية وصحية متدهورة.
وأشار التقرير إلى أن كثيرًا من الأطفال المصابين يعيشون في مناطق نائية، جبلية ووعرة، ما يعيق وصولهم إلى المرافق الصحية ويضاعف من معاناتهم، في وقت يستمر فيه انهيار النظام الصحي وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع.
وقدّر التقرير عدد الأطفال اليمنيين الذين يعانون من أشكال مختلفة من سوء التغذية بنحو 2.3 مليون طفل، من بينهم 540 ألفاً في حالة صحية حرجة تندرج ضمن “سوء التغذية الحاد الوخيم”، إضافة إلى 1.8 مليون طفل يعانون من سوء تغذية متوسط، فيما تواجه 1.4 مليون امرأة حامل أو مرضع مشكلات صحية ناتجة عن سوء التغذية.
وحذّرت المنظمات من أن غياب التدخل الفوري والدعم الإنساني المستدام يهدد بفقدان المزيد من الأرواح، كما يُكرّس أزمة صحية واجتماعية تتوارثها الأجيال في ظل استمرار التدهور الاقتصادي وتراجع الخدمات الأساسية.
ودعت الوكالات الأممية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل، معتبرة أن التقاعس عن دعم الاستجابة الإنسانية في اليمن قد يؤدي إلى كارثة صحية يصعب احتواؤها.