اخبار وتقارير

الثلاثاء - 15 مارس 2022 - الساعة 06:24 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - خاص



من رحم الجغرافيا الجنوبي الغربي للجزيرة العربية ولدت تهامة اليمن من عصارة الطين القادم من سيول وديان مور وسهام وسردد ورماع وزبيد و التي مزجت بمياه بحر القلزم ( الأحمر ) فغدت عجينة من الأقحوان والكثبان مترامية الأطراف التي تطل من الشرق على الجبل الشامخ ومن الغرب على أمواج بحرية منداحة نحو الأفق الغربي للبر الرئيسي في أفريقيا .

وقد امتزج إنسان تهامة بحرارة جوها ولفحت رياح الأزيب الباردة جلد الصياد في باحات البحر عند الشتاء فتكون الإنسان التهامي السهل البسيط من سهولها الممتدة وغذته مزارعها ودخنها وغربها بسنابل الخير فكانت تهامة الخير والعطاء .

لكن التهامي يمثل السهل الممتنع لا يقبل الضيم ولا الحذلقة ولا تشاطر وعجرفة الطغاة فمر من هنا أبرهة وجيشه المتغطرس على جماجم التهاميين وتم كسر باشوات الباب العالي العثماني حين ابتلعت أقدام خيوله رمال تهامة وأصاب التهاميون الرماه جيشها في مقتل وحاولت بريطانيا إحتلال الحديدة فلم يدم مقام مندوبها السامي أكثر من ثلاثة أعوام بينما استقر به المقام في عدن عشرات السنين .

وكانت تهامة على موعد مع نخبتها عندما ادلهمت عليها السنون وطوى خيرها جشع اللاهثين والمبهورين بامتداد أراضيها فلم يأتوا إليها ضيوفا طيبين بل محتلين لها باسم الوطنية ومهمشين لأبنائها خشية أن يكونوا إنفصاليين ..

لقد تم ضم إقليم تهامة ( متصرفية الحديدة الشافعية ) إلى عرش الإمام الزيدي ( الرسي ) الإمام يحيى في سنة 1923 م وغزت قواته مدينة الحديدة واحتلتها بعد ذلك بعامين عقب غدر الإمام بمجلس الحكم الذاتي فيها بقيادة عبد القادر الأهدل وقتله غيلة .

وتحرك الحراك عندما ألقى التهاميون الشرفاء بحجر في المياه الراكدة على أمتداد أرض اليمن وتشكلت قيادته وقواعده وانتقل بفعالياته إلى كبرى مدن تهامة خارج الحديدة إلى باب الناقة في باجل وإلى زبيد الحضارة وصنعاء العاصمة حيث النخبة الحاكمة التي صدمت من رقي وتحضر أبناء تهامة و تطور فكرهم السياسي والإداري وبدأ غربان المركز يستاؤون من تردد مفردة تهامة في آذانهم لأنها ذكرتهم بمقاومة أحمد فتيني ومحمد سعيد مقبول ومقاتلي الزرانيق والقحرة والرامية فقابلت التحضر التهامي بالعنف السياسي وحرضت الأحزاب المركزية على رموز الحراك فكان نضاله السلمي رغم همجية مليشيات طهران وقطعان عبد الملك المنحدرة من من جبال مران وحوزات حجة ومحراب وصلوات الخميني في قم .

وتحول الحراك إلى مقاومة شريفة حاملة لكل آهات المظلومين من أبناء تهامة وحمل شعلة الثورة ضد الظلم والظالمين فيد تقاوم ويد تفاوض لإخراج هذه الرقعة الجغرافية وأهلها من الظلم الذي وقع على الأرض والإنسان .