اخبار وتقارير

السبت - 17 مايو 2025 - الساعة 10:41 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - بقلم / ياسر غيلان



في لحظة مفصلية من مسيرة النضال الوطني، ومن قلب مدينة المخا، انطلق لقاءٌ استثنائي جمع بين أبناء محافظة ريمة ورجل الدولة والقائد الجمهوري العميد طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي. لقاءٌ لم يكن بروتوكوليًا ولا شكليًا، بل صفعة قوية على وجه المليشيات الحوثية وأذنابها في ريمة، ولهذا احترق الأذناب وارتجفوا، وانطلقوا كعادتهم في حملات التهجم والتحريض عبر وسائل التواصل.

لكن السؤال الأهم: لماذا أرعبهم اللقاء؟

لأنهم يدركون أن الرجال الحقيقيين من أبناء ريمة هم اليوم في صفوف الشرعية، يقاتلون في جبهات الجمهورية، ويؤسسون لمستقبل مختلف لمحافظتهم المنسية، بينما من تبقى في حضن المليشيات لا يتجاوزون كونهم أدوات طيعة تُستخدم ضد أبناء جلدتهم.

الحوثي لا يثق بأحد من أبناء ريمة، ويعرف أن كرامة هذه المحافظة ترفض مشروعه الطائفي. لذلك، لم يعيّن محافظًا منها، ولا قادة أمن، ولا مسؤولي تربية أو إعلام أو مؤسسات تنفيذية من أبنائها. بل سلّم كل المناصب لمشرفين من خارجها، وأبقى أبناء ريمة مجرّد أدوات تجنيد وتجييش. حتى الإعلام الرسمي في المحافظة، وضعه تحت إمرة "عكفي" من ذمار، وترك أبناء ريمة يتسابقون على الفتات.

لأن الحوثي يعلم علم اليقين أن ريمة لا يُمكن أن تنكسر، وأن رجالها الذين يُعوَّل عليهم هم من يقفون اليوم في صف الشرعية، لا في صف الكهنوت.

لقاء طارق صالح... توحيد كلمة وبداية تحرير

لقاء طارق صالح بأبناء ريمة، بمختلف مكوناتهم، لم يكن إلا تثبيتًا للخطوة الأولى نحو تحرير ريمة والحديدة والانطلاق بعدها نحو صنعاء. لقد أثبت هذا اللقاء أن ريمة ليست صامتة، وأن رجالها الأحرار لا يزالون موجودين، يُرتبون الصفوف، ويعيدون الإمساك ببوصلة النضال الوطني.

طارق صالح يعرف ريمة... ويثق بأبنائها

في كلمته، تحدّث طارق صالح عن القائد الريمي يحيى مصلح الذي فك حصار السبعين، وعن الإبارة والجرادي، وعن الشهيد الشبلي الذي قاد معركة تحرير الحديدة واستشهد في شوارعها. لم يكن حديثه مجاملة، بل اعترافًا صادقًا بتضحيات أبناء ريمة ومكانتهم التاريخية في معركة اليمن الكبرى.
وفي لحظة فخر وعز، قال طارق صالح عبارته الخالدة التي ستسجَّل في ذاكرة الأحرار:
"ريمة... وعاصمتها الجبين، التي لا تنحني إلا للخالق."
عبارةٌ تختصر تاريخ ريمة، وجغرافيتها، وناسها، وشموخ جبالها. قالها قائدٌ جمهوري، يعرف تمامًا أن كرامة ريمة لا تُشترى ولا تُساوم.

الفارق بين قائد جمهوري ورأس كهنوتي

بينما يلتقي طارق صالح بأبناء ريمة وجهاً لوجه، يستمع لهم، يكرمهم، ويمنحهم الثقة، لا يجرؤ عبدالملك الحوثي على فعل ذلك. لم يجتمع يومًا بمن في صفه من ابناء ريمة، ولم يمنحهم لقاءً مباشرًا، بل استخدمهم فقط كوقود. حتى حين دعاهم بعد الانقلاب للقصر الجمهوري، لم يلتقِ بهم، بل أرسل لهم عبدالسلام جحاف ليهينهم قائلاً: "اسكتوا لا تتفقعاسوا، أول مرة تدخلوا القصر، وهذا بفضل المسيرة!". كلمات وقحة مرّت دون رد، لأنهم أُجبروا على الصمت في حضرة الذل.

أما طارق صالح، فهو من بيت الزعامة، من أسرة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، الذي كان له الفضل بعد الله في إعلان ريمة محافظة. وها هو اليوم يرسم من المخا ملامح معركة استعادة الدولة، ومعه الأحرار من أبناء ريمة الذين قرروا أن يكونوا في مقدمة الصفوف، لا في ذيل المشاريع السلالية.

الخلاصة:

ريمة ليست خزانًا بشريًا للحوثي، بل خزان رجال وأحرار، واللقاء الذي جرى في المخا ما هو إلا البداية. ريمة ستعود لحضن الجمهورية، والذين احترقوا من هذا اللقاء، هم أنفسهم الذين سيحترقون يوم يُرفع علم الجمهورية في مدينة الجبين.

ريمة جمهورية... وستبقى، لأنها لا تنحني إلا لله.