الجمعة - 27 يونيو 2025 - الساعة 11:07 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - وكالات
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير مفصل، عن تفاصيل غير مسبوقة لعملية عسكرية إسرائيلية معقدة ومتعددة المستويات ضد إيران، أطلق عليها اسما "الزفاف الدموي" و"نارنيا".
أسفرت العملية عن تدمير منشآت نووية إيرانية، ومقتل عدد من أبرز القادة العسكريين، وكبار مسؤولي البرنامج النووي الإيراني في منازلهم.
تدريبات مكثفة وشبكات استخباراتية
وفقًا للتقرير، خضع طيارون إسرائيليون لتدريبات مكثفة على مدى سنوات، شملت غارات على أهداف بعيدة مثل الحوثيين في اليمن، حيث اختبرت إسرائيل قدرتها على الطيران لمسافات طويلة عبر تدمير منظومات الدفاع الجوي الروسية (S-300) في غارتين.
بالتوازي، تم تشكيل شبكات استخباراتية إسرائيلية واسعة داخل إيران، سمحت بتتبع تحركات القادة العسكريين وإنشاء منصات لإطلاق طائرات مسيرة داخل الأراضي الإيرانية نفسها.
"الزفاف الدموي" و"نارنيا": ضربة متزامنة في فجر 13 يونيو، انطلق الهجوم المسمّى "الزفاف الدموي".
بعد ساعات، وعلى بُعد أكثر من ألف ميل، قُتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في هجوم منسق.
بالتزامن، نُفّذ هجوم طموح للغاية أطلق عليه ساخرًا داخل الجيش الإسرائيلي اسم "نارنيا"، تم فيه اغتيال 9 من كبار مسؤولي البرنامج النووي الإيراني في منازلهم بطهران بشكل شبه متزامن، بعد أن اعتقدوا أنهم في أمان داخل منازلهم، خلافًا للهجمات السابقة التي كانت تستهدفهم أثناء تنقلهم.
التحضير للعملية: سنوات من التخطيط والتضليل
بُني التقرير على مقابلات مع 18 مسؤولًا أمنيًا سابقًا وحاليًا من إسرائيل والولايات المتحدة.
تعود جذور العملية إلى منتصف التسعينيات عندما صنّف جهاز الموساد الأنشطة النووية الإيرانية كتهديد ناشئ.
ومع توسع شبكات الاستخبارات الإسرائيلية في إيران وتنفيذ عمليات تخريب، خلص قادة الأمن الإسرائيلي إلى ضرورة شن هجوم واسع يدمر البنية التحتية والعقول التي تقف وراء البرنامج النووي.
كانت المهمة شاقة، فالأهداف تبعد أكثر من 1600 كيلومتر عن إسرائيل، وتطلبت تدريبًا على الطيران ضمن تشكيل مقاتلات حول طائرة تزود بالوقود، وتنفيذ عمليات تزويد متعددة في الجو، وإسقاط القنابل بدقة.
وفي عام 2008، اختبر تمرين "سبارتان المجيد" قدرة أكثر من 100 طائرة إسرائيلية على الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية.
عوامل مهدت للهجوم
بعد إضعاف حماس وحزب الله، وسقوط النظام السوري الحليف لطهران، أصبح المجال الجوي السوري آمنًا لعبور المقاتلات الإسرائيلية.
بالتزامن، توسّعت شبكات الموساد في الداخل الإيراني لتتمكن من تتبع تحركات القادة العسكريين وإنشاء منصات لإطلاق طائرات مسيرة.
وخشيت إسرائيل أن يكون تخصيب اليورانيوم قد بلغ مستويات قريبة من امتلاك قنبلة نووية، مما دفعها لتصميم عملية "نارنيا" لاغتيال العلماء القادرين على إعادة بناء المشروع.
تنفيذ الضربة والتمويه الإعلامي
في نوفمبر 2024، أعد الجيش الإسرائيلي قائمة تضم أكثر من 250 هدفًا.
تم تهريب مئات الطائرات الانتحارية الصغيرة إلى داخل إيران، بينما أطلقت طائرات مسيرة بعيدة المدى من داخل إسرائيل.
اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار النهائي بالهجوم يوم 9 يونيو، ولإرباك طهران، أعلن مكتبه أنه يأخذ إجازة لحضور زفاف ابنه، بينما تم تأجيل الحفل سرًا.
كما سرّبت إسرائيل أخبارًا كاذبة لوسائل الإعلام لتوهم طهران بأن الهجوم لن يتم دون موافقة أمريكية، مما حافظ على عنصر المفاجأة.
كان استهداف القادة العسكريين الكبار بشكل متزامن، جزءًا أساسيًا من عملية "الزفاف الدموي"، بهدف شل القيادة الإيرانية.
ورغم المخاوف الأولية من اكتشاف طهران للعملية، إلا أن اجتماع القادة جميعًا في موقع واحد حسم مصيرهم، وتم إطلاق الصواريخ نحوهم.
في غضون ثوانٍ، ضُربت منازل علماء البرنامج النووي، بينما استهدفت الطائرات المسيرة والصواريخ محطات الرادار والدفاع الجوي والصواريخ الإيرانية.
انتهت المرحلة الأولى من العملية خلال نحو أربع ساعات، وأكدت المعلومات الاستخباراتية تصفية جميع الأهداف البشرية الرئيسة.
في الأيام التالية، قصفت إسرائيل مواقع إنتاج الصواريخ الباليستية والنووية واستمرت في تعقب العلماء والقادة المتبقين، حتى إعلان الهدنة يوم الثلاثاء 17 يونيو.