صدى الساحل - خاص / محرم الحاج
منذ سنوات طويلة وأهالي حي المحصاب الواقع في النطاق الجغرافي لمديرية المظفر - محافظة تعز - يشكون من أزمة مياه حادة، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن تعكر صفو حياتهم تلك المعاناة المتفاقمة.
فالمواطن في هذه المنطقة السكنية الواسعة لم يعد بمقدوره الحصول على حاجته من المياه، إلا بعد عناء طويل، وسهر حتى ساعات الفجر الأولى على أمل أن يملأ دلوه بعدة لترات محدود من مياة بئر غير صالح للشرب يبعد عن الحي قرابة( 5 كيلو متر تقريبآ ) ، او الاستسلام لدفع خسارة مالية لشراء ( بضع لترات يوميآ ) من أصحاب البقالات يروي به عطش أسرته، ويزيل عن كاهله عناء الليل الطويل.
يوضح أهالي حي المحصاب في المظفر أن سبب المشكلة عائد إلى رفض مدير فرع مؤسسة المياة في المديرية الاستمرار في ضخ وتوسيع حصة حيهم من المياة التي تضخ من بئر يقع في منطقة صينة ،رغم تكلفهم بشراء شبكة التوصيل إلي منازلهم ، بالإضافة إلي التزامهم بدفع ( 10 الف ريال ) في الساعة الواحدة ، التي بالكاد تمليء برميل سعة 1,500لتر .
مشيرين إلى أن مسؤولية غياب المساواة في توزيع حصص ضخ المياه إلى مختلف أحياء منطقة صينة تقع على عاتق قيادة فرع المؤسسة والسلطة المحلية بالمديرية التي لم يلمسوا منها تجاوبا برغم سلسلة الشكاوى والبلاغات التي تقدموا بها منذ ما يقارب الثلاثة سنوات.
و قمنا بزيارة ميدانية إلى إحياء المحصاب بغية سماع شكاوى الأهالي هناك، حيث شاهدنا صورا لم يكن يتوقع حدوثها ، مواطنون ينقلون مياه الشرب على ظهر الدواب (الحمير)، وأمهات وأطفال تركوا منازلهم بحثاً عن ما يروي ضمأهم، وآخرون يصطفون طوابير وبأيدهم (دبب) أمام خزانات سبيل فارغة ..
فوضى عارمة منتشرة في أرجاء إحياء المحصاب ، فأزمة المياه أضحت جزءآ من معاناة يومية يتجرعها المواطنون في مشاهد تعيد إلى الأذهان ما عانه سكان تعز في سنوات الحرب الأولي ، اثناء الحصار المطبق علي المدينة من قبل ميليشيا القتل والتعذيب الحوثية الإرهابية .
يقول أهالي حي المحصاب أن مشكلة المياه باتت تؤرق مضاجع الجميع في ظل تقاعس الجهات الحكومية لوضع الحلول المناسبة التي تنهي مشكلاتهم ،
خلاصة للأوضاع الإنسانية التي يمر بها سكان المحصاب تقول : المواطنة (ز..م .أ) وهي من سكان الحي “إن مشكلتنا بدأت و بصورة جلية قبل عيد الاضحي المبارك حيث لم نكن نعاني بشكل كبير من مشكلة المياه فقد اعتدنا على شراء وايتات الماء بأسعار معقولة ، غير أن ذلك الوضع تغير تماماً بعد عيد الاضحي نتيجة الأزمة المياة الخانقة التي تعاني منها تعز برمتها ” .وتضيف: “ بدأت المشكلة تتفاقم يومآ بعد يوم، حتى أصبحت المياه شبه منعدمة، وبرغم كل النداءات و المناشدات التي تقدمنا بها بشأن ضم حاراتنا ضمن حصص ضخ المياه إلا أننا لم نلق أدنى تجاوب”.
ولفتت (ز..م .أ) الى ما تتسبب به مشكلة انعدام المياه من مشكلات اجتماعية وأسرية، ومشاجرات بين سكان الحي أنفسهم أثناء انتظار دورهم في الحصول على المياه
الماء أكثر هموم الناس.
تقول (. س. م ، ع )إحدي ساكني الحي : “إن المعاناة تفرض علينا واقعآ صعبآ، حيث نضطر للبقاء إلى ساعات متأخرة من الليل في سبيل الحصول على المياه”، وقالت: “إنني وأولادي الأطفال نعاني الكثير من المشكلات نتيجة انعدام المياه عن منازلنا، في ظل عدم وجود تجاوب من قبل مدير عام المديرية، أو من مسؤولي المياه في فرع المؤسسة بثينة ”.
وعبر عاقل إحدى حارات الحي بقوله: “أصبح الماء الهم الأكبر للناس”.ويضيف: “إن غياب المياه دفع عدداً من المستأجرين إلى مغادرة مساكنهم المستأجرة بالمنطقة والسكن في مناطق أخرى تتوفر فيها خدمة المياه.
وبشأن ما يعانيه أهالي الحي ، حاولنا التواصل مع مدير عام مديرية المظفر عبر" الوتس اب "
ليوضح للناس أن كان لديه خطة مائية أو دراسة لحل أزمة المياة الخانقة في هذا الحي ،لكنه كالعادة تكبر وتعمد عدم الرد علي رسائلنا .
" والله غالب علي امره "